الاثنين، 12 أبريل 2010

مورد واحد ونتائج مختلفة

يمكن أن يُدخِل شخص يده في ورقة آي فور (A4) بسهولة دون أن تتمزق أطرافها، كما يمكن أن يغامر ويدخل رأسه خلال الورقة ولا تتمزق، لكن هل يمكن للشخص أن يدخل بكامل جسمه في ورقة بنفس الحجم؟

ربما يتذكر بعضكن هذه الأحجية المشهورة، وهي عادة ما تقدم في التدريب والكشف عن التفكير الإبداعي... وربما بعضكن يعرفن إجابتها

بالفعل ورقة الآي فور (A4) يمكن أن تقطع بطريقة معينة، ومع ذلك تحافظ على تماسكها ولا نحتاج إلى أن يعاد لصق أي من أجزائها، وتتسع لدخول شخص بكامل جسمه، ويمكن أن يدخل معه عدة أشخاص أيضًا.

بصرف النظر عن شرح طريقة التقطيع هنا، فلو استحضرنا أن هناك شخصين، كلاهما لا يملك سوى 24 ساعة في اليوم (ككل البشر). هذه الـ 24 ساعة تشبه ورقة الآي فور، فأحدهما تمكن بصعوبة من إحداث فتحة في ورقته لتتسع لرأسه فحسب، بينما الشخص الآخر هدي إلى طريقة "غير مألوفة" فقطع الورقة إلى أن تمددت (وهي نفس الورقة) فاتسعت لدخول جسده وأجساد خمسة ممن حوله... وكذلك الـ24 ساعة تتسع عند شخص لتسوعب تنفيذ 5 مَهمّات، بينما الـ24 ساعة نفسها تسوعب عند شخص آخر أضعاف هذا العدد.

هذا يعني أنه بمقدورنا (عندما يفتح الله علينا) أن نستثمر الشيء، الذي يستثمره الكثيرون، وتكون نتائجه مختلفة، البركة من الله تعالى في هذا المورد سبب، وطريقة تعاملنا مع المورد سبب آخر.

ما قيمة قضيب من الحديد؟
  • كقضيب خام = 20 ريالاً
  • مصنّع على شكل حدوات حصان = 45 ريالاً
  • مصنّع على شكل إبر خياطة = 1330 ريالاً
  •  مصنّع على شكل سكاكين = 8570 ريالاً
  • مصنّع على شكل نوابض (زنبرك) ساعات = 937500 ريالاً
يا ترى، ما السبب الذي جعل قضيب الحديد نفسه تتغير قيمته بتغير صورته؟

هناك 4 تعليقات:

  1. شكر الله لك أستاذنا..

    السبب الذي جعل القضيب يختلف سعره:
    الجهد الذي بذل في تصنيعه (المادي والمعنوي)(جهد ووقت ومادة)
    فالجهد الذي بذل لجعل القضيب إبر خياطةيفوقه الجهد الذي بذل لجعله سكاكين ولجعله نوابض.
    بالإضافة إلى تكلفة الأجهزة التي صنعتها بهذه الطريقة بالإضافة إلى العمال الذين قاموا بذلك بالإضافة إلى طريقة البيع والتخزين وما يترتب على ذلك ..
    فأنا لدي مثلا تمهيدي في المدرسة متميز وغير متميز يختلفان في الفصول والمواد المقدمة واختيار المعلم والميزات المقدمة التعليمية والمادية وبناء عليه تختلف رسومهما لما بذل فيهما من جهود ...
    أتيت بهذا المثال مع بعده عن المشكلات إلا أني ربطته بتمرين الأربعاء.

    وفي المشكلات مثلا لدي مشكلة غياب الدارسات يختلف حل الإدارات لها من دار لأخرى بل يختلف أيضا بناء على تحسس الإدارة من هذه المشكلة وشدته..
    فنسبة الغياب لدى المدرسة الفلانية مختلفة عنها في مدرسة أخرى..
    فالفئة الغالبة لها دور في ذلك ..
    عدا طريقة حل المشكلة اختلفت من مدرسة لأخرى فاختلفت بناء عليه النسبة ..
    إذن طريقة التعامل مع المشكلة والتحسس منها والجهد الميذول في القضاء عليها تجعل النتائج مختلفة.

    كتبت بناء على فهمي المتواضع ولا أدري إن كان القصد من التمرين إيصال هذه المعلومة أم سواها..

    ذكرت لك أننا وإن اتفقنا في وجود الكوادر فإن الناحية النوعية والمادية تختلف فهل ثمة تعليق؟
    لا نبرر ولكننا نخاف الإحباط!!
    مع الاعتراف بالتقصير ومعرفة مواطنه.

    ردحذف
  2. لا يحسن بنا الخوف من الإحباط، بل علينا أن نواجهه
    ولنرفع شعار التحدي

    الخوف لا يصنع شيئًا

    ردحذف
  3. أعلم أن الخوف لا يصنع شيئا..
    ولكن التوازن والاعتدال مطلوب..وفق ماهو متاح..

    لا أدري أستاذنا إن كانت وجهة نظري التي طرحتها في مشاركتي السابقة مفهومة أم لا؟


    وكذا فإني كتبت أكثر من تعليق ولم يظهر إلا هذا التعليق!!

    لا أذكر هذا لتبرر أنه ليس ثمة تعليق يحجب إنما للعلم وللنظر إن كان هناك مشكلة في الإرسال..ليس إلا.

    وأتمنى جدا التعليق على مشاركاتي إن كان ثمة خطأ في التفكير أو التحليل ولا أجد غضاضة من التقييم مهما يكن..
    حتى ولو كان هنا على المدونة ويطلعن عليه أخواتي فليس ثمة شيء يسوء سوى عدم تقبل الملحوظات..

    أقول ذلك لأني كتبت أكثر من مرة ولم يكن هناك تعليق على المشاركات .. ومن تعليقك سأتعلم..


    لا زلت موفقا مسددا مباركا ...

    ردحذف
  4. للأسف لم يصلني غير التعليقات المنشورة حاليًا

    المشكلة هي في مقدار التوازن والاعتدال ومفهوم التوازن والاعتدال، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "العدل المحض في كل شيء متعذر علمًا وعملاً، ولكن الأمثل فالأمثل" (مجموع الفتاوى: المجلد 10)، ندعو إلى الاعتدال فيما لا يصلح فيه إلا الاعتدال، لكن ثمة أمور التوازن فيها يعني "المثالية" وتشتت الجهد؛ لا ينشر القائد الذكي جنوده في كل مكان بل يركز انتشارهم عند النقاط غير الحصينة على خط العدو. التركيز يعني أن تضعي الكثير من البيض في قليل من السلال.

    بالنسبة للتعليق على التعليقات، نحن هنا لنتعلم من بعضنا، وليس كل ما أقوله صحيحًا بالضرورة (وإن كنت لا أعتقد سواه)، كما أن ما ترينه قد يكون صحيحًا وإن خالفتك الرأي فيه... الفكرة في هذه المدونة وتعليقاتكن عليها هي أن نتبادل الرأي، والاتفاق والاعتراض ليس حكرًا عليّ بل أنا أتطلع إلى مشاركة الأخوات ونقاشهن معنا... وأرجع إلى آرائكن حالما تظهر لي وجاهتها.

    التعلم والتعليم يتم من خلال طرح الآراء وتلاقح الأفكار، ولا أحاول أن أعلق على كل نقطة؛ فليس هدفي التحجير على الآراء، دعي الأخوات يتعلمن منك، وامنحيني فرصة أن أتأمل في رأيك... قد لا أوافقك في نقطة عند أول وهلة، لكنها قد تعجبني لاحقًا.

    قد تحتاجين إلى أن تكوني مرنة في تقبل الأمثلة والأفكار، فعند محاولة تشبيه شيء بشيء لا يعني أنه سيماثله من كل وجه، وإنما التشبيه للفكرة الأساسية، ولذا فبرنامج بوم الأربعاء ركز على فكرة الموارد وأن السر هو في إدارتها... نوعية الموارد عامل مؤثر بلا شك، لكن التحدي غالبًا يكون في طريقة الإدارة لا في النوعية.

    أدركت مديرَين لمؤسسة واحدة بنفس الموظفين ونفس الموارد، لكن الثاني استطاع أن يحولها إلى مؤسسة فعالة من خلال بث روح الولاء للمؤسسة في نفس الموظفين، وتحفيزهم للعمل، وإتاحة الفرصة لهم ليعرفوا كيف يزيدوا من كفاءتهم. المدير الأول لم يقف ضدهم... ولكنه لم يفعل شيئًا مما فعله الثاني

    المديرة إذا لم تحسن استثمار النوعيات الجيدة من المعلمات خسرتهن، إذن فماذا استفادت من "النوعية"... أليست العبرة بإدارة الموارد؟

    مؤسسة "تامر للتعليم المجتمعي" مؤسسة فلسطينية مدنية (غير دينية)، وفي ظروف الواقع الفلسطيني المعروف صنعت أفضل مما صنعته بعض المؤسسات التعليمية في الدول المجاورة الحرة... ماذا يعني ذلك؟ أين النوعية؟ أليست إدارة الموارد المتاحة؟

    ثمة الكثير من الأفكار واللفتات موجودة في موقع "مهاراتي التعليمي" يمكن الإفادة منه في جوانب متعددة.

    وبالله التوفيق

    ردحذف