الأربعاء، 14 أبريل 2010

بعض التحديات في حل المشكلات

هذه إلماحات في بعض التحديات التي تواجه عملية حل المشكلات، يحسن بالمسؤولين أن يكونوا على وعي بها؛ فربما دعت الحاجة إلى تحسين التعامل مع هذا التحدي أو ذاك

أساليب حل المشكلات
العمل على حل مشكلة ما، هو في حقيقته محاولة لإزالة حالة عدم الرضا التي حدثت بسبب الانحراف عن الهداف أو وجود عائق يوقف أو يبطئ تحقيق الهدف، والناس في محاولة حل المشكلات قد يأخذون بأحد هذه الأساليب:

  • الأسلوب السلبي، من خلال الهروب من الموقف كله، إما بتجاهله أو توهم قابليته للحل ذاتيًا اتكاءً على عامل الزمن أو توقع حله بمعجزة من الله تعالى.
  • أسلوب التجربة والخطأ: باستدعاء بعض الخبرات السابقة، والغالب الاعتماد على الحدس نتيجة أن مستوى التشابه بين المواقف محدود، ويلحق بهذا الأسلوب أسلوب المحاكاة حيث إنه خاضع للتجربة والخطأ.
  • الأسلوب العلمي، وهو ما يسمى أسلوب التجزيء : أي طرح مقترحات تدخل فى أجزاء متتالية بحيث يؤدي الانتهاء من جزء أو مرحلة منها إلي الانتقال للجزء أو المرحلة التالية حتى اتخاذ القرارات.
التردد فى اتخاذ القرارات
أحد أكثر التحديات التي تواجه العملية الإدارية هي مسألة التردد في اتخاذ القرار سواء في حل مشكلة أو تسيير أمر المنظمة، وينشأ التردد بسبب أحد الأمور التالية أو بعضها:
  • ضعف القدرة على تحديد الأهداف التي يمكن أن تتحقق باتخاذ القرار. إن عدم وضوح الأهداف يجعل صورة الموقف متـأرجحة.
  • ضعف القدرة على تحديد النتائج المتوقعة لكل بديل.
  • ضعف مهارة تقييم البدائل المتنوعة مما يسبب حالة من التوتر قد يصاحبها هروب من اتخاذ القرار.
  • ظهور عناصر ومعلومات فى المرحلة الأخيرة من مراحل اتخاذ القرار، لكنها لم تأخذ حظها من الدراسة؛ فتشكل عنصر مفاجأة. 
  • توهم أن القرار يجب أن يكون مثالياً 100 % أو لا بد أن تكون المعلومات كاملة 100% حتى يتخذ قرار.

من أجل خفض التردد فى اتخاذ القرارات:
هناك نوعان من وسائل تقليل التردد، أحدهما يتعلق بتنمية المهارات الإدارية (في صنع القرار) والثاني، في تصحيح بعض الاعتقادات (وربما الأوهام) في مسألة القرار الصحيح:

  • المعيار الأول في صحة القرار أنه يدعم تحقيق الأهداف.
  • من غير المجدي محاولة إرضاء كل الناس فمعظم القرارات لها ضحايا، ومعظم القرارات لها جانب سلبي، ولكن المثاليين وضحايا بعض القرارات قد يلجؤون إلى انتقاد القرار بعد إصداره. (ليس مهمًا تبرير القرار، ولكن قد يكون من الجيد محاولة احتواء المعارضين، دون أن يؤثر ذلك في القرار نفسه) 
  • التأخر في اتخاذ قرار (ما) يكبد غالبًا المنظمة خسائر أكبر من خسائر الخطأ في اتخاذ القرار.
لتقريب فكرة الحاجة إلى سرعة اتخاذ القرار (وبطبيعة الحال سرعة التفكير وجمع المعلومات "الممكنة") تأملن حال لاعب كرة القدم في مباراة، كيف يتخذ قراره في اتجاه وقوة ركل الكرة... والاخر ـ في حركة دؤوبة ـ يتخذ قرارًا مشابهًا، وهكذا، ولو أن أحدهم توقف ليستوفي المعلومات أو تردد للحظات فإن الخصم سيختطف الكرة دون أن يتفهم أسلوبه "المتأني"

وللشعور بحجم المخاطرة عند التردد في اتخاذ القرار أو البطء فيه، تأملن قائد بارجة حربية في عرض البحرأثناء معركة شرسة... كم من الوقت يسعه أن ينتظر ليصل إلى القرار المناسب؟

هناك تعليقان (2):

  1. جزاك الله خيرا..

    1/ كيف نتعرف المهارات الإدارية في صنع القرار؟
    فقد تشوقنا لذلك!

    2/ مامعيار تقدير أقل الضحايا ؟ فما أعتبره أقل يعتبره غيري أكثر..كيف اعرف ذلك؟

    3/ هل يلزمنا حل المشاكل التي لها مصلحة وفي تركها مفسدة
    ولكن مثلا قد تكون خلقية من طبيعة هذه الموظفة ..
    دعني أكون أكثر وضوحا: موظفة مثلا لديها من مهارات العمل
    الشيء الكثير ولكنها متعبة في التعامل،لا لفضاضتها ولكن لحساسيتها
    المفرطة المتعبة ..لدرجة أنها تكرر رغبتها في ترك المدرسة حتى لا تتعب
    مديرتها ..هنا ماذا يقدم ؟
    مع بالغ شكرنا وتقديرنا..
    جهودك مشكورة لا نوفيها حقها,,إلا بدعاء صادق ندخره بظهر الغيب.

    ردحذف
  2. (1)
    في العمل الإداري (كما هو الشأن في غيره) نحتاج إلى المعرفة والمهارة، والوصول إلى المعرفة يكون بالقراءة في الكتب التي عنيت بهذا الموضوع (سواء أكاديميًا أو كتب الممارسة العملية-ككتاب "قوة اتخاذ القرار" المرسل ملخصه على الإيميلات) ويكون بالمدارسة والاستشارة والتدريب. والمعرفة تعد قاعدة للعمل، لكنها غير كافية فيه ما لم يصاحبها مهارة

    (2)
    ليس لقلة وكثر "ضحايا القرار" اعتبار، الاعتبار هو في غلبة الظن بصحة القرار المتخذ والإصرار على المضي فيه... إن التردد في اتخاذ القرار أو التردد في المضي فيه يعدان سببين في فشل القيادة الإدارية
    ووجود معارضين أو "ضحايا" للقرار ليس هدفًا، لكنه لا ينبغي أن يكون عائقًا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم بعد حسم نقاش رأيي الخروج أو البقاء في المدينة يوم أحد: "ما كان لنبي إذا لبس لأمة الحرب أن يضعها حتى يحكم الله بينه وبين قومه"

    (3)
    لا يلزم تتبع كل المشاكل وإن بدت مصلحة في حلها، ولا يلزم المديرة أن تباشر حل المشكلات... ما اعترض سير العمل أو توقعنا أن يعترض سيره علينا أن نحله بالقدر الذي لا يعيقنا بقاؤه ولا يشغلنا حله... وما أشرت إليه من إشكالات طبيعة بعض الموظفات حله ليس في "اتخاذ القرار"، وإنما في "مهارات الاتصال"

    والله أعلم

    ردحذف